كيف تؤثر الثقافة على العلاقات؟

 كيف تؤثر الثقافة على العلاقات؟



"إذا نظرنا إلى العلاقات الإنسانية منذ العصور القديمة، نعلم أن الإنسان لم يكن بإمكانه العيش بمفرده. لذا، بدءًا من العيش في جماعات والتنقل معهم في العصور البشرية الأولى، حاولوا إقامة العديد من العلاقات الاجتماعية مع أقرانهم، مرورًا بعلاقات العمل والتعاون والمشاركة، وصولًا إلى علاقات الزواج. لذا، كان لا بد من وجود قدر من التشابه والتوافق - التوافق الفكري والثقافي والمعرفي والاجتماعي - بين الشركاء الذين سعى الإنسان إلى التعاون والتعارف معهم.

وهنا نميل إلى إلقاء اللوم على البيئة المحيطة بنا في فشل العلاقات التي نحاول بناءها. فأحيانًا لا تكون ظروفنا الخاصة مواتية لعلاقة كاملة ومثالية، وأحيانًا لا تسمح ظروف الطرف الآخر بإقامة علاقة معنا وإعطائنا الحقوق التي نستحقها.

كما أن المسافات والحدود التي تقف بيننا لأسباب سياسية أو مادية أو ظروف معاكسة هي عامل آخر يمنعنا من إتمام هذه العلاقة بشكل واقعي وواقعي!

ولكن هل هذا كل ما في الأمر؟ بالطبع لا. هذا ليس كافياً لتفسير سبب اضمحلال العلاقات، أو بتعبير أدق سبب موتها قبل الأوان وعدم وصولها إلى مرحلة الكمال.

النموذج الثاني: في هذه الحالة، ما يقف بين الاثنين هو الاختلاف الفكري نتيجة المعتقدات التي يحملها كل منهما، والتي يمكن في هذه الحالة أن تصل بهما إلى طريق مسدود. وهذا هو الحال خاصة عندما يتشبث كل منهما بأفكاره ومبادئه الخاصة ويرفض التخلي عنها للآخر.

ولهذا السبب يغفل الكثيرون عن الثقافة ويستبعدون الثقافة من العلاقة، وكأنه لا قيمة لها في أي علاقة. إذا كان هناك هذا التكافؤ والتناسب والتوافق الثقافي بين شخصين، فمن الأسهل أن تستمر هذه العلاقة وتتطور بناء على ما يتوافق مع أفكارهما ومعتقداتهما، أما إذا كان أحدهما أكثر ثقافة ومعرفة فمن هنا تبدأ المشكلة وهنا تبدأ المشكلة وهنا يبدأ التفاهم والتوافق في العلاقة مما يؤدي إلى حدوث فجوة تتسبب في فقدان العلاقة الجوهرية.

إن التطورات الثقافية والمعرفية التي حدثت خلال الألف سنة الماضية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية التي سهلت الوصول إلى المعرفة، جعلت من الثقافة ركيزة مهمة في العلاقات الإنسانية لا يمكن تجاهلها.

الإجابة على هذا السؤال بسيطة وواضحة. فما دامت هناك اختلافات ثقافية بين البشر، فإن علاقاتهم ستظل دائمًا متقلبة ومعرّضة للخطر. لذلك يجب أن نولي الاهتمام الواجب لهذا الأمر ونضعه في الحسبان عندما نقرر إقامة علاقات جديدة.











تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-