أهم تحديات المستقبل - تحدي العلاقات الاجتماعية
.png)
تعد العلاقات الاجتماعية اليوم من أهم التحديات المستقبلية نظراً لتعقيد مكوناتها وتفاعلها مع ديناميكية الأنماط الاجتماعية التي تتقدم بسرعة جنونية بسبب الانتشار السريع للإنترنت والتكنولوجيا الحديثة.
فالنجاح في عصر اقتصاد المعرفة هو تسعة أعشار النجاح في العلاقات الاجتماعية، وقد لعبت المنصات الاجتماعية دورًا مصيريًا في تطور العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع. وقد تطورت العلاقات الاجتماعية على مر العصور مع تطور الثورة الحضارية. فمع عصر الاقتصاد الزراعي اتسع مجال العلاقات الإنسانية؛ ومع ظهور الثورة الصناعية اتسع مجال الاقتصاد الصناعي واتسع مجال المادة، ومع الثورة الصناعية الرابعة وعصر التحول الرقمي اتسع مجال الاقتصاد المعرفي الرقمي واتسع مجال المعرفة والبيانات، وسينتهي الأمر بالخصوصية.
يحول الاقتصاد المعرفي الرقمي الأشياء والأشخاص إلى معلومات، وتحول الرقمنة إلى بيانات. وهكذا، يتم سحب الأشياء والأشخاص من الواقع الحقيقي بكل أبعاده إلى الواقع الافتراضي بكل أبعاده. إن أسلحة الرأسمالية العالمية المتوحشة هي الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتخزين السحابي، وسلسلة الكتل، والبيانات الضخمة ... وكل أشكال التكنولوجيات الجديدة وما يسمى بالتكنولوجيات المدمرة والذكية والمتنوعة، التي حولت الناس والأشياء إلى بيانات ومعلومات، وسوّقت العالم. وكما ذكرنا أعلاه، فإن "أمازون" هي السوق، والسوق هي "أمازون"، حيث حوّلت الناس والأشياء إلى سلع وخدمات ومنتجات جديدة، مواكبةً لاقتصاد المعرفة وعصر التحول الرقمي.
فبينما كنا نسكن الأرض ونلتقي في الأرض ونمارس الأنشطة والخدمات والتجارة في الأرض، نسكن اليوم وغداً عالماً افتراضياً من منصات التواصل الاجتماعي، والتجارة عن بعد، والتعليم عن بعد، والصحة الرقمية، والزراعة الرقمية... ونسكن عالماً افتراضياً. فعلى سبيل المثال، عند السفر بالقطار أو الحافلة، أو عند انتظار شراء خدمة أو منتج، يصبح الشخص مرتبطًا جدًا بالعالم الافتراضي أكثر من العالم الواقعي، ويتأثر بالعالم الافتراضي أكثر من العالم الواقعي، كما أن نقاشات واحتجاجات اليوم افتراضية أكثر من كونها واقعية وبالتالي أصبحت علاقاتنا الاجتماعية افتراضية أكثر من كونها حقيقية، ونتيجة لذلك نجد أنفسنا محرومين من فرصة واحدة لا تعوض، وهي متعة الاستمتاع بالحياة.